قصص من الواقع (17) ... شرطة انفرس لا تعمل نهاية الاسبوع

قصص من الواقع

شرطة انفرس لا تعمل نهاية الاسبوع

  بقلم     

   عبدالسلام     بن     العربي

ماريا سيدة بلجيكية فلامية لكنها تتقن الفرنسية. سيدة تجر وراءها جثة ضخمة و تملك  العشرات من  السكنات والقصور كما تملك سيارة من اقذر السيارات على ارض مدينة انفرس في شمال بلجيكا

تقوم السيدة ماريا بكراء سكناتها للبلجكيين و الطلاب الجزائريين الذين يلتحقون بجامعة الدولة في انفرس لتحضير  شهادة الماستير  وترفض كراء سكناتها للزنوج وخاصة  الوافدين  من الكونغو بشطريه وللمغاربة المتواجدين بكثرة في هذه البلاد

تتذكر كل الطلاب الجزائريين الذين مروا من انفرس واتخذوا مساكنها كاقامة وقد دعاها احدهم لزيارة سكيكدة فسالتني عن احد اطباء الاسنان المعروفين في سكيكدة كما سالتني عن احد المتسولين المتواجدين في محطة القطار هل مازال  على قيد الحياة

قطنت مع سليم في احد سكناتها التي تحوي عدة طوابق وقد انظم الينا احد رعايا الكونغو وهو طالب من نفس المجموعة الفرنكوفونية التي ندرس معها. و العمارة  تقع بين حي المغاربة وحي اليهود مع العلم ان المدينة تحوي على احياء منفصلة للاتراك وللاكراد وللروس زيادة على المغاربة واليهود  والبلجكيين الاقحاح

تزورنا السيدة ماريا كل السبت للذهاب معها للمراكز التجارية الكبرى للتموين الاسبوعي وهي عادة يقوم بها الاروبيون بصفة عامة وهو التموين الاسبوعي كل السبت لان الاحد يخصص للكنيسة او الراحة وكل شيء مغلق في تلك البلاد في ذلك اليوم

نركب مع ماريا تلك السيارة الوسخة ونتبادل معها اطراف الحديث وجل حديثها عن السلوك المتحضر للجزائريين في بلجيكا لانها اقلية  ومتعلمة والسلوك الهمجي للمغاربة وهم الاكثرية الذين وصلوا  مباشرة من الارياف للقيام بالنهضة الصناعية في هذه البلاد

كنت اعتقد كما يعتقد جل العرب بان الاروبيين يحترموا القوانين استنادا الى وعي وثقافة مترسخة ولكن ونحن نبحث عن مكان لركن سيارة ماريا وجدنا شارع اين الوقوف والتوقف ممنوع فركنت سيارتها في ذلك المكان الممنوع فقلت لها مريا هذا المكان ممنوع فقالت  لي و بكل عفوية شرطة انفرس لا تعمل في نهاية الاسبوع فاطمان