خواطر...الفرج
الفرج
بقلم
بوالوذنين مسعود
لقد ضَاقت عليك الأرض بما رحبت، و ضاقت عليك نفسك...
ما عُدت تحتمل المُكوث بين أربعة جدران و سقف غرفة... أصبحت تَعُد الثواني و الدقائق...ما عادت عقارب الساعة تدور كما كانت من ذي قبل، لقد تثاقلت حركتها و صارت الدقيقة ساعة و الساعة يوم و اليوم شهر...لقد فقدت شهوة الأكل و شهوة النوم و شهوة الضحك و الرياضة و المطالعة...
تبحث عبر وسائل التواصل المتاحة لديك عن أي شيء يُنَفسُ عنك و يذهب عن نفسك الكدر و الحزن...لقد سيطر عليك الوسواس، و أصبحتَ مصاب بهاجس النظافة!!!
إنتابك الشعور بأنك ربما أصبت بهذا الفيروس القاتل؟؟
هَوِنْ عليك يا أخي فالموت بأجل مُسَمًّى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون)َ {النحل: 61}.
هَوِنْ عليك يا أخي فمهما تضايقت من الحجر الصحي فأنت الآن في مسكنك، بين أهلك و أطفالك...لست من أولئك الذين حبسهم المرض في البيوت أو المستشفيات...و لست من اولئك الذين سجنهم الطاغوت في زنزانات ضيقة و مظلمة... و لست من أولئك الذين دمرت بيوتهم بالقنابل البالستية، فوجدوا أنفسهم في العراء، بلا طعام و لا دواء...
أنت في نعمة عظمى...و الفرج قريب (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
{ التوبة 118).
خواطر...نحن ومن بعدنا الطوفان - سرييجنا
نحن ومن بعدنا الطوفان بقلم بوالوذنين مسعود لنعترف أن الكائن المجهري Covid 19 , قد اخترقنا و لنعترف أنه زرع بيننا ...