قصص من الواقع (14) ... الحراقة الجيل القديم

قصص من الواقع

الحراقة الجيل القديم

  بقلم

             عبد السلام بن العربي       

    المكان ميناء الجزائر التجاري والزمان صيف 1984 والاتجاه مينائي مرسليا وسات التجارين. كنت  طالب متربص مع العلم اننا في قسم الادارة والتسيير البحري نستفيد الا من تربص واحد في السنة الاولى اي سنة 1983 اما هذا التربص على ظهر سفينة تنس - الصورة- والتربص على ظهر  سفينة بنغازي في سنة 1985 فكان بطلب والحاح مني و تدخل مدير المعهد البحري العالي السيد سامي

وعودة قليل لبعض الايام فقد غدرت مقاعد الدراسة مباشرة من ابواسماعيل لالتحاق بالسفينة التي كانت  راسية في سكيكدة 

لا اخفي عليكم بان ربان السفينة تعاملوا معي معاملة خاصة باعتباري ساكون رئيس الادارة البحرية مستقبلا ولكنني      فضلت ان اقوم باعمال المزيت كريسور والاكل يتم في مربع الضباط

سفينة تنس التي تتبع الشركة الوطنية الجزائرية للملاحة كان ربانها خليط من الجنسيات  فقائد السفينة هو فرنسي من اصول فيتنامية اما كبير المهندسين فهو  مجري اما مساعد كبير المهنسين فهو مصري

  شقت السفينة طريقها البحري الى الضفة الشمالية في ظروف  مناخية عادية وقد انغمست في العمل و حاولت ان احصد الكم الهائل من المعلومات وقد عمل الجميع على مساعدتي  واندهش الجميع على انغماسي في  ذلك العمل بالرغم ان لا احد كان يطلب مني  ذلك

ونحن في وسط البحر و في جزر البليار و نحن نستعد للبدء في وجبة العشاء حتى خرج علينا العشرات من الغرباء في فوضى عارمة واشتباك  وتبادل للتهم بين  المجموعة التي فجاتنا ونحن في مربع او نادي الضباط. انقسمت المجوعة الى فريقين و قد اتهم الفريق الاول الفريق الثاني بانه غمرو بدون اخذ احتياطته من الماء والاكل مما اضطر الفريق الاول اقتسمام مع عنده مما ادى الى نفاذ الماء والاكل واضطرارهمالى الخروج من قاع السفينة الى سطحها

شخصيا فضلت عدم التعامل مع هذه المجموعة وقلت لنفسي الحمد للله ان الجزائر ليس لها مشاكل  والا اناصبحنا رهائن لهؤلاء

اندمج هؤلاء الحراقة مع الجميع و بقيت بعيدا عنهم  ونحن على مشارف ميناء مرسليا قام قائد السفينة باستخراج مسدسه وطلب من الضباط مساعدته في ايقاف هؤلاء الحراقة حتى يتسنى لشرطة الحدود الفرنسية القيام بما عليها حين الوصول الى الميناء

اما دهشة الجميع اختفى رئيس المجموعة بالرغم من البحث الحثيث  عليه وصغر السفينة. قال قائد السفينة ستتكفل شرط الحدود بالبحث عنه و بطلب منه. ونحن داخلون لميناء مرسليا ارتفعت احد الجسور للسماح للسفينة بالعبور واما صور من الافلام اكثر من الواقع وبغياب كاميرا لتوثيق ذلك راينا رئيس مجموعة الحراقة يصعد الى اعلى السفينة ويقوم بعملية هيليودية حيث التصق بالجسر الممتد الى السماء وبعبور السفينة عاد الجسر الى وضعه والذي كان يحمل رئيس المجموعة الذي بقي متمسكا بالجسرحتى نزوله لينزل هو كذلك ويمشي في الجسر كان الامر عادي وكانه تدرب في سيرك عمار

قامت شرطة الحدود الفرنسية بانزال المجموعة وقامت بتحرياتها لتعيد الكل الى السفينة للعودة بدون رئيس المجموعة الذي توارى عن الانظار

وفي ميناء الغزوات بالغرب الجزائري وصلت شرطة الحدود الجزائرية لاخذ المجموعة الى مراكزها و قد اتهم  افراد من المجموعة بعض افراد الطاقم في مساعدتهم ولم يشير احدهم لشخصي لانني فضلت عدم الاحتكاك معهم وعلمت ان تهمهم للاخرين لم تكن ذو اساس وانما العلاقة التي تمت على ظهر السفينة وهي  سبب هذا الاتهام

قامت سفينة تنس بزيارة لبعض المواني من اجل التفريغ او الشحن ثم عدنا الى مرسليا ونحن نتجول في ازقتها قام احد المرة بالسلام علي  وهو مرفوق بمجموعة من الاشخاص فتذكرت مباشرة بانها  هي نفسها مجموعة الحراقة التي اتت مع سفينة اخرى في ظرف لا يتعدى اسبوع