Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (30)....صحراء التتار

6 Août 2020, 12:00pm

Publié par عبدالسلام بن العربي

   

قصص من الواقع

صحراء  التتار

Le Désert des Tartares

  بقلم 

  عبدالسلام     بن     العربي

  انتقلنا من عالم الى عالم . عالم الخيال وقصص السيرة الهلالية التي كنت الوالدة رحمها الله تتحفنا بها  كل مساء قبل النوم الى عالم الصورة بشقيها السينمائي والتلفزيوني . كانت الوالدة وهي التي لا تقرا ولا تكتب تحفظ كل السيرة عن ظهر قلب وهي سيرة بني هلال في خروجهم الاول من نجد الى صعيد مصر و تغريبتهم الثانية  ودائما تحت ضغط الفاطميين من  صعيد مصر  الى المغرب العربي وخاصة تونس والجزائر

عندما وصل التلفزيون الى بلدتنا في نهاية الستينات الى مقهى حسونات تداعى المواطنون الى رؤية العجب بالبرنامج الوحيد الثري. حيث كنا نلتقط تلفزيون قسنطينة قبل ان تتوحد المحطات الثلاثة قسنطينة والجزائر ووهران سنة 1970 في برنامج واحد

كنا ونحن صغار في فج امزالة دائرة ميلة ولاية قسنطينة ننتظر نشرة الاخبار من قسنطينة وعلى راسهم المذيع ربيع دعاس وكذلك الافلام وكان اول مسلسل  شهدته في حياتي هو الياس لوبرون وهو مسلسل بريطاني من 30 حلقة ومن اخراج انتوني مرتون. في بلدتنا كانت توجد قاعاتان للسينما ولكن مغلقتان لم اتذكر انني دخلتهما واذا دخلتهما فكانت لمناسبة مع العلم ان الشاحنات السينمائية كانت ولفترات متفرقة  تعرض لنا افلام ثورية في الساحة العامة

 بعد انتقلت للسكن في مدينة خنشلة في سبتمبر 1973 وحتى مغادرتها في سنة 1980 كنت من رواد السينما    وقاعتها التي اتذكر منها قاعة قادة وقاعة بوطرفة. كانت تلك القاعات تعرض الافلام السورية واللبنانية والمصرية والافلام الامريكية المدبلجة الى الفرنسية و تذكر خاصة افلام الوسترن. في قسنطينة و في  العاصمة وفي سكيكدة استمر التعلق بالسينما  بدون ان  اننسى  الاذاعة والتلفزيون الجزائري بقناته الوحيدة الى ان اصبحنا نتلقط المئات بل الالاف من القنوات

احتفظ بالذاكرة الفيلم الذي عرضته علينا المحافظة السياسية في القاعدة البحرية لبتر استنوف بعنوان رئيس لبلادي والذي بحثت على اثره  ولم اجده لكن الفيلم الذي عرض في نهاية السبعينات في التلفزيون الجزائري وكل مشاهد فهمه  بفهمه الخاص هو صحراء التتار  لكاتبه الايطالي دينو بيزاتي الذي كتبه سنة 1940 وقام المخرج فالريو زيرليني  باخراج فيلم فرنسي-ايطالي- الماني سنة 1976 في حصن بام الايراني

  باختصار الفيلم  يتكلم عن الملازم دروغو الذي غادر الاكاديمية العسكرية ويعين في قلعة بستياني وهي قلعة يعمها   السكون لحدود ميتة. وما جدوى الحصون لعدو لا ياتي و لتتار لا يهاجمون ليخلص بعد توليه امر الحصن وبعد ثلاثون . سنة من تواجده في هذا المكان ان العدو ليس الخارجي بل العدو هو من الداخل وخاصة المرض الذي يسبق الموت والحكمة من الفيلم هو تحصين الفرد والمجتمع وهو الاساس وبه فقط يمكن مواجهة الخارج باشكاله المختلفة

Commenter cet article