قصص من الواقع (31)....جعفر فنان بالفطرة
قصص من الواقع
جعفر فنان بالفطرة
بقلم
عبدالسلام بن العربي
تخليوا طبيعة ساكنة بدون اشعة الشمس ولا السواد الظالم وبدون
صوت الانهار والبحار و زخات الامطار وهدير الرياح وصرير العصافير
وليذهب خيالنا جميعا الى حياة بدون ثقافة اي حياة بدون ادب وفنون وعلوم انسانية . فقد ارتبطت حياتنا بكل ذلك وحتى الحياة البدائية كان لها ثقافتها اي ادبها و فنها وعندما نذكر بني هلال نعيب على هؤلاء بان ثقفاتهم سوقية لكنهم في المقابل اسسوا لتغرباتهم ما يقارب مليون بيت من الشعر
والمسرح في طبعته اليونانية القديمة او الحالي هو احد الفنون الذي يمزج بين الادب والاستعراض ومنه الكوميدي والكوميدي الموسيقي والدراما والتراجيديا والاوبرا وغيرها من تفرعات هذا الفن العظيم والرهيب
قرات كثيرا لنصوص مسرحية عربية وعالمية واقول ليس من السهل قراءة ذلك لصعوبة تلك القراءة مقارنة بالرواية والقصة القصيرة او ادب الرحلات وساهمت مجلة الكاتب المصرية في تلك القراءة لنشرها نصوص شهرية لهذا الادب
تابعت الاستعارضات المسرحية على التلفزيون وفي مسارح الجزائر وقسنطينة في بداية الثمانينات و سكيكدة ابتداء من سنة 1986
لسكيكدة مسرح روماني ومسرح حديث والاثنين يتعرضا حاليا للاهمال. وعلى السلطات العمومية والجمهور المثقف ايلاء الامر كل الاهمية والا سنفقد احد اعمدة الفنون
دخلت للمسرح البلدي بسكيكدة كمتفرج ومهتم ولم ابارحه الا قليلا وكان الصديق حبيب بوطغان وهو قائد ساحبة بحرية ومهتم بالثقافة من فتح لي الطريق فتعرفت على جعفر سحنون و زنير سعيد ووهاب شنوف وعمي صالح ومحمد بوصب و زاهي احمد لبناثر وصابر عميور وزغبيب رابح بدون ان انسى المرحوم احمد بوطاطة وعبدالمالك بن خلاف وثرثور ووهاب بوروبة واعضاء كل هذه المجموعة او اكثرها من الاتجاه اليساري التقدمي وكانوا من الطبقة الكادحة اذ ان الاطار القانون للمسرح البلدي كان يصنها صنف من الدرجة السفلى وهو ما عمل له البعض من اجل تحويله الى مسرح جهوي
جعفر سحنون المولود في 28 سبمبر 1959 و توفى يوم 5 غشت 2009 وهو فنان بالفطرة لم يدخل مدرسة برج الكيفان للفنون الدرامية. وقفته في المسرح وحركاته وبعض الحركات في ركح المسرح تشعله ولا تترك متفرج بدون تاثير فاذا كا ن بعض الفنانين يجتهد ويدرس لسنوات لاداء تلك الادوار فجعفر كان ينبض بذلك بدون ان تصقله مدرسة من مدارس الفنون. و ظهوره على خشبة المسرح ليست بالكثيفة ولكنها مميزة وكنت اطلب منه ان يعيد ما قدمه اكان ذلك في المسرح الروماني او المسرح البلدي في اطار فرقة الفنون الشعبية او في فرق اخرى. لم توظف امكانياته ولو وظفت لكان له شان اخر وهذا راي شخصي
عندما كنت احضر لزواجي قمنا بتجهيز منزلي فقمنا بدراهم قليلة نجول على المغازات ونشتري الاقل ثمن ثم اساله ما رايه في الاشياء التي اشتريناها فيقول لي بضحكة كوميدية على حسب سواردك. مع بداية العشرية السوداء وللمشاركة في المعرض الوطني البحري تيغزرت بولاية تيزوزو طلبت منه ومن منصوري نائب المدير العام لديون السكن -اوبجي- تمثيل جمعية اصدقاء البحر.وفي الطريق ارشدهم البعض الى طريق غلط وفي منطقة خطيرة دهمه رجال من الفوج المجوقل اي القوات المحمولة جوا ولوا لطف الله لسقطاحين امر قائد الفوج وفي اخر لحظة عدم اطلاق النار لاعتقاد الفوج ان المجموعة تتبع احد الخلايا المسلحة. وحمد الله الجميع وطلب منهم العودة لسكيكدة. عندما عاد واتصالا بي رايت على وجوههم علامات الخوف والرعب قررت بعد ذلك تجميد التحركات لحين الخروج من النفق. رحم الله جعفر ورحم مطاطلة وكل الفنانين
قصص من الواقع (30)....صحراء التتار - سرييجنا
قصص من الواقع صحراء التتار Le Désert des Tartares بقلم عبدالسلام بن العربي انتقلنا من عالم الى عالم . عالم الخيال وقصص ...