Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (40)....مع رشيد بوجدرة

24 Août 2020, 09:47am

Publié par عبدالسلام بن العربي

                                      

قصص من الواقع

مع رشيد بوجدرة

بقلم

عبدالسلام بن العربي

 

شغفي للقراءة يتعدى  حبي للماكولات بل وفي كثير من الاحيان افضل ان اشتري كتاب او مجلة بدلا من ماديات الحياة. لا علاقة حبنا للقراءة باوضاعنا المادية بل هو تصور ناتج عن تنشئة فالعائلة وحدها قبل المدرسة التي توفر لك جو القراءة والمطالعة. عندما تنمو في عائلة والكتب والمجلات والصحف  تغزو المنزل فلا اظن اننا نبقى محاييدين امام هذا الغزو

لم يطلب منا في العائلة المطالعة والاهم من ذلك لم يطلب منا قراءة كتاب معين و او مجلة بعينها  

كان منزلنا يعج بصحيفة الانوار اللبنانية بجانب النصر و الشعب والمجاهد الجزائرية والاهرام والجمهورية المصرية والاخبار واخبار اليوم  ولومند والفيغارو زيادة على المجلات الاسبوعية  والشهرية من الجزائر و تونس وليبيا ومصر ولبنان و العراق والكوبت وفي وقت متقدم من قطر والسعودية زيادة على تلك المنشورات الصادرة في موسكو وبكين وغيرها

كما قال احد اعمدة الصحافة في مصر للاخوة علي ومصطفى امين مؤسسوا دار اخبار اليوم ان الثقافة منبعها الكتاب و ليس الصحافة ولهذا احتوت مكتبة العائلة التي تحولت في جلها لاخي الكبير على كتب من شتى دروب الحياة و تفرعت عن ذلك مكتبتي التي شملت كتب بالعربية وبالفرنسية اقتنيتها من الجزائر والمغرب و تونس وفرنسا و بلجيكا وسويسرا

ساهمت الشركة الوطنية للنشر و التوزيع في المساهمة في المقروئية في الجزائر. وجاءت بعدها المؤسسة الوطنية للكتاب بنفس العزيمة و لكن باقل فعلية.  ساهمت  الشركة الاولى في تشجيع النشر  لتبيع  ما تنشره باقل الاثمان وعندما حان الوقت لاعادة  تخريب المؤسسات او ما يسمى بالهيكلة سارعت الشركة الى تخفيضات و صلت الى 80% فحملت الى مكتبتي مئات الكتب بل  اكثر شملت الرواية والقصة القصيرة والشعر والتاريخ وكل اصناف العلوم

في سكيكدة وفي العاصمة وغيرها من المدن والبلدات تغلق اروقة العلم والمعرفة لتتحول المكتبات الى محلات للبيزة او مقاهي وغيرها من ملذات الحياة ويقاوم البعض هذا التحول وهو صمود لا اظنه سيصمد امام رياح التحول

وتبقى معارض الكتاب وخاصة المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة فرصة لاقتناء ما يمكن اقتناءه من  مناهل المعرفة والذهاب الى هذا المعرض امنية لاصدقاء الكتاب

عندما  جلت في  معرض الجزائر الدولي للكتاب في نوفمبر 2017 احتفظت  بذكريات مع الدكتورة رحمونة بالي التي

نشرت كتاب موسوم ب

Les Consuls et Consulats étrangers dans l'Algérie Ohomane de 1564-1830 - القناصل والقنصليات بالجزائر العثمانية من 1564 الى  1830

ولكن  اللقاء الاكثر حيوية كان  مع الروائي رشيد بوجدرة  ومكتبتي تعج بجل منشوراته. ورشيد بوجدرة ساهم في الثورة الجزائرية ومحسوب على اليسار و كثر الحديث على الحاده حتى ان احد القنوات التلفزيونية نصبت له محمكة للتفتيش عن ضميره وايمانه من عدم ايمانه و قد كتبت افتتاحية لمدونة سريجينا عن ذلك السلوك بالرغم عدم مشاركة الكاتب توجهاته الايديولوجية والسياسية

جلست مع رشيد بوجدرة في الرواق المخصص له وطلبت كل كتبه بالعربية والفرنسية فكان رد فعله الاول امام طابور من الزائرين بان الذين يشترون كتبه اما انهم يقتنون  المنشورات بالعربية او بالفرنسية وقال لي انت الوحيد الذي اشتريت باللغتين ثم سالني عن القبعة التي ارتديها وربطتها بدراستي في المعهد العالي البحري ببو اسماعيال فغاص في الحديث عن المهام التي انيطت بي  فاستغرق في الحديث ولم يشا اختصاره بالرغم من انتظار الجمهور لدورهم. وعندما اخبرته بكتبه التي كنت اشتريها بدينار او ديناروالنصف او بثمنها الاصلي 24 دينار ضحك من قكل فؤاده ولم يشا ان يتركني. كانت لحظات بين كاتب وقاري بدون خلفيات  لاعود واكرر مع احترامي للكتاب في انتاجه الفكري فتبقى توجهتنا  مختلفة كل الاختلاف

 

قصص من الواقع (40)....مع  رشيد بوجدرة
قصص من الواقع (40)....مع  رشيد بوجدرة
Commenter cet article