Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (43)....جنوح القطار وفقدان البطيخ الاحمر

29 Août 2020, 10:51am

Publié par عبدالسلام بن العربي

   

 

قصص من الواقع

جنوح القطار وفقدان البطيخ الاحمر

بقلم

عبدالسلام بن العربي

 

كل الوثائق والوقائع التاريخية تدل ان الجزائر بحدودها  الحالية عاشت فترة  من التوفق الاقتصادي في  العهد العثماني بسلبياته وكانت تصدر  المنتوجات الزراعية لاروبا وخاصة لفرنسا

وحول  المستعمر او المستدمر املاك البايلك والعرش  الى المعمرين الذي كانوا يعانون الفقر قي بلدهم و اصبحوا ملاك كبار وفقد الجزائري ارضه وحول الى عامل عند هذا المعمر وهاجر الاخر الى فرنسا للعمل في مصانه وهو تحول اقتصادي واجتماعي مازالت الجزائر تعاني منه حتى الان

نادى رواد الثورة في نداء اول نوفمبر 1954 باقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية على  ان تكون تلك الديمقراطية الاجتماعية ذات مسحة اسلامية وليس بمسحة  مسيحية كما هي موجودة في اروبا الشمالية وهذا التوضيح يدل على ان اولائك الثوار كان لهم وعي سياسي متقدم ولم يطلبوا بدولة تطبق الديمقراطية الشعبية اي الاشتراكية. وقد خالف المؤتمرون في طرابلس ذلك التوجه باختيار الاشتراكية كمنهج وتفلسف البعض بالكلام عن الاشتراكية الخاصة والاشتراكية الاسلامية مع العلم ان التاثير اليوغسلافي والصيني كان بارزا للعيان. لا اقول ان اشتراكية الجزائر اعتمدت على الماركسية اللينينية او الماوية او الترتوسكية ولكنها تتقاسم معها في الغايات. عندما سئل الراحل هواري بومدين عن هذا التوجه قال بان الثورة هي ثورة الفلاحين والعمال وطبيعي ان نختار هذا التوجه

تعرضت الفلاحة الجزائرية الى كوارث منذ الاستقلال  انتهت بالثورة الزراعية التي احرقت الاخضر  واليابس وحتى عندما اعيدت الارض  لاصحابها كانت الكارثة قد حلت

 كان سكان القرى والارياف يعيشون من منتوجهم و يقومون بتسويق الفائض الى البلدات والمدن ومع  انشاء القرى النموذجية اصبح الفلاح متدمن فهاجر بقراته ودجاجه وخضره وفواكه و انظم الى سكان المدن في انتظار ما  تجود به اسواق الفلاح واصبح الجزائري يذهب الى الخارج لا للتنزه بل لشراء الاكل و ما يقتات به

كنت في سنة 1984 في الدراسة الجامعية و عندما جاءت عطلة الصيف تعذر علي القيام بتربص على ظهر احد السفن التجارية لا تلك السفن كانت متجهة لامريكا الشمالية . والحقيقة ان هذا التربص خارج عن ما هو مبرج لنا و قد باءت محاولتي بالفشل لان الرحلة تدوم اكثر من اربعة اشهر وما هو متوفر لي كان اقل من شهرين. امام هذا الفراغ وبغضب شديد قررت ان ازور تونس لاول مرة بدون تخطيط مسبق. فوصلت لاحد المنافذ البرية بتبسة حاملا على ظهري حاجيات السفركالرحالة وقلت في نفسي ساتفادي اي شخص في تلك الرحلة. لكن الرياح تهب بما لا تشتهي السفن حيث وجدت ثلاثة اشخاص من  برج بوعريريج متجهين للجوب التونسي فاقترحوا علي الانظمام اليهم ففعلت. وفي الطريق الى قفصة التقينا احد الفنانين التونسيين  فدعانا في تلك الليلية لعشاء في تلك المدينة. وفي الصباخح اتجهنا الى مدينة المتولي الفوسفاتية حيث قضينا ايام في ضيافة عربية منقطعة النظير. وبعد انتهاء تلك الاقاماة ركبنا القطار الى الشمال التونسي انا في اتجاه وهم في اتجاه. جاءت الصدف ان مجموعة من السوسريين كانوا في جولة في تونس ويتجهون الى المغرب بالقطار عن طريق الجزائر فاتفقنا على اتمام الرحلة معا قبل التوجه الى الجزائر. بعدما انهينا جولتنا في تونس التي شملت العديد من المدن اخذنا قطار المغرب العربي الذي كان مكتظ بالمسافرين والجميع محمل بالبطيخ الاحمر التونسي وانا احد منهم

 عندا دخولنا للاراضي الجزائرية بسوق اهراس نزل البعض وركب البعض ومنهم من افراد الجيش المتجهين الى ثكناتهم. كنت جالسا مع السوسريين وبعض الجزائريين من بجاية كانت معهم شابة لم يكن معها البظيخ الاحمر. وفي حركة للقطار انحرف عن سكته فوقع الهرج والمرج و سقط البطيخ الاحمر ليجعل  من ذلك بركة من الدماء مع العلم ان لا اموات ولا جرحى في القطار. قبل ان تجيء الاسعافات  والحافلات لنقلنا لمدينة عنابة صرخت تلك الشابة من  بجاية  و تاسف عن الوضع الذي وصلنا اليه و عن الجزائريين الذين يجلبون معهم البطيخ الاحمر اي الدلاع  من تونس و بعفوية مني قلت لها نعم لم  تاتي بالبطيخ و لكنك اتيت بالتفاح والامر متاشبه يبقى الامر مرتبط بالميول فالبعض يجد شهيته في البطيخ والاخر في التفاح

Commenter cet article