Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (44)....انا   الدولة

31 Août 2020, 12:03pm

Publié par عبدالسلام بن العربي

 

قصص من الواقع

انا   الدولة

بقلم

عبدالسلام بن العربي

 

 خرج الاستعمار من الجزائر بعد  ان اعتقد ان الامر انتهى بعد استدمار دام قرن و نيف من الزمان. بنية تحية مهدمة وانسان يهيم بحثا عن كل شيء وقبل ذلك عن هويته

تحت رصاصات الثورة  خرج الاستعمار بطريقة فوضية رغم ان الاتفاقيات المبرمجة بين الثوار والمحتلين كانت تنظم تواجد قطعان المستعمرين لكن الماسي التي خلقتها ادوات الاجرام في الايام الاخيرة لم تترك للعيش المشترك اي باب

املاك شاغرة ليس في البنايات فقط لكنها تشمل الاراضي و الاملاك المنقولة تركها اصحاب الاقدام السود في هروب جماعي اتسم بالفوضى والتسرع

انشات الدولة دواوين لتظيم ذلك ولجان للتسيير الذاتي و تعاونيات لقدماء المجاهدين في الفلاحة وتعاضديات في النقل عبر الطرق للبضائع و الاشخاص مع تكفل الديوان الوطني للنقل بالتنسيق بين تلك التعاضديات

في سنة 1967 انشات الدولة الشركة الوطنية للنقل البري و اصدرت اول امر متعلق بالنقل البري تبع بانشاء الشركة الوطنية لنقل المسافرين سنة 1970

زيادة على تلك الشركات العاملة في ربوع الجزائر هناك القطاع الخاص بمحدوديته والسكك الحديدية التي كانت في تراجع مستمر

يتذكرالكل منا تلك الطوابير الطويلة وذلك الازدحام المقيت للحصول على تذكرة للعاصمة من مختلف المدن وتدخل الشرطة العسكرية لتنظيم تلك الصفوف من اجل حجز مكان في الحافلة الوحيدة المتجهة  لبعض المدن وعلى راسها مدينة الجزائر التي كانت توزع المسافرين على مدن اخرى في الغرب والجنوب الغربي . هذا بالنسبة لسكان الشرق الجزائري والحال ينطبق على الجهات الاخرى في شمال البلد وفي جنوبها

فتحت الجزائر ابواب الاستثمار للقطاع الخاص بعد اكتوبر 1988 وشهد الجميع على حل الاشكال في ربوع الجزائر من حيث الكمية اما النوعية فحدث ولا حرج. مع العلم ان الخطوط الطويلة يتفور على نوعية جد مقبولة و للرفع بمستوى الخدمات انشات الدولة مؤسسات عمومية للنقل الحضري وشبه الحضري  وترامواي في بعض المدن الكبرى  وبادرت الى انشاء محطات لنقل المسافرين عبر التراب الوطني وادرجت السكك الحديدية في الاستراتجية الجديدة لتطوير النقل

في بداية الالفية الثانية وصل الى مسامع مسؤولي احد ولايات الوطن ان احد رؤساء البلديات يهم برفع المعلوم الخاص بتوقف الحافلات في المحطة والتي هي في الاصل شارع طويل لا علاقة له لا بالنقل و لا هم يحزنون و ذلك  قبل ان يصار الى تشييد محطة فيما بعد. وقد وجهت الولاية وفد الى رئيس البدبة ضم مدير النقل ونائبه ورئيس امن الولاية وامين عام الدائرة. وقد اتفقت المجموعة على تكليف نائب مدير النقل الذي يحمل صفة رئيس المصلحة بالتحدث لرئيس البلدية حتى يكون الحديث مركز ومباشر. وهذا النائب هو المتحدث كما يقال عندنا. وفي مكتب شيخ البلدية شرحت له وبما ان الامر لم يخرج من جدران البلدية يمكن تعديل القرار الخاص برفع المكس بدون ان يحدث اي شيء لان الامر مازال مشروع ورفع قيمة الوقوف للحافلات سيجابه بالرفض لان الخدمات متدنية بل معدومة. توجه لي رئيس البلدية بغضب شديد وقال لي تخافون الناقلين وضرب ثلاثة مرات على الطاولة وقال انا الدولة وسامضي بالقرار لنهايته. المح لي الجميع بالصمت و رفع الاجتماع  مدير النقل لتلك الولاية وخرجنا ليبلغ قرار رئيس  البلدية  لاصحاب الامر  ليطلب منا العودة الى عاصمة الولاية

خرج القرار للعلن ودخل الناقلون في اضراب مفتوح فتجمهر المواطنون لقطع الطريق ليتدخل الدرك الوطني و يقوم رئيس البلدية بجولة مكوكية لدى الناقلين راجيا اياهم العودة للعمل و تلك العودة للعمل تتم بالثمن القديم  ليقوم هؤلاء وهم في  قوتهم بطلب اباعداد قائمة بالمطالب لينتهي الاشكال في نهاية المطاف .عادت الامور الى مجاريها و لم نسمع بصاحب الدولة او دولة الرئيس يضرب بقبضته في الطاولة مرة اخرى

بعد اسابيع على ذلك الحادثة وفي مهمة لنفس البلدية قمت مع نفس المدير  بزيارة لرئيسها فوصلنا قبله صباحا لدار البلدية  لنفاجا بعد  حضوره الى مكتبه. بعد مكالمته تلفونيا قال لنا بانه في زيارة صباحية لاحد ورشات البناء وسيلتحق بنا بعد قليل. لم يمر وقت كبير حتى وصل الينا في لباس انيق وبعد التحية والسلام سار امامنا لفتح المجال للدخول معه الى مكتبه. قلت للمدير انظر لحذائه كانه خرج من بيت النوم وليس من ورشة وماتحمله من غبار. نظر الي وابتسم و  و ذكراياتنا ذهبت بعيدا الى   .....ان الدولة  

Commenter cet article