Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (46).... مع    مُربى اي  معجون دير تبحرين

3 Septembre 2020, 09:50am

Publié par عبدالسلام بن العربي

قصص من الواقع

مع  مُربى اي  معجون دير تبحرين

بقلم

عبدالسلام بن العربي

 

على ارض الجزائر عاشت و اختفت و بقيت اديان وحضارات و ثقافات من اديان وضعية واديان سماوية كاليهودية والمسيحية و الاسلام التي امن بها سكان شمال افريقيا او ليبيا على حسب  اليوناني هيدروت وافريقيا حسب الفنقيين او  البربر اي  الناس لغير غير المتحضرين حسب الرومان

تواجد اليهود قديما في الجزائر  ليلتحق بهم يهود الاندلس ابتداءا من 2 يناير 1492 تاريخ سقوط غرناطة وهم مواطنون اصلاء  فلعبت بهم فرنسا  واخرجتهم من  بيئتهم بمنحنهم الجنسية الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر. اما المسحيون فهم كذلك اصلاء المنطقة الا المبشرين الذين جاؤوا مع الاحتلال الفرنسي . مع العلم ان فئة قليلة من المسحيين وقفوا مع الثورة الجزائرية وعلى راسهم  كالكردينال ديفال الذي نعت من  ابناء جلدته بمحمد ديفال

تاصلت ثقافتي والنظرة الى امور الدين والدنيا من منطلق اسلامي . و الثقافة الاسلامية حبلى بعناصر التسامح واحترام معتقدات الغير والقران الكريم شاهد  على ذلك وسيرة النبي والدستور الذي وضعه في المدينة المنورة يشهدان على التوجه الانساني في التعامل مع الاخرين

كان في العاصمة الجزائر  وفي شارع العربي بن مهيدي دار للكتاب المقدس تبيع الكتب المسيحية اشتريت الكتاب المقدس مع اخي وكان ذلك عام 1984 ولكنني لم استطيع قراءته  -  الدار حولت الى محل لبيع البيزة بالمناسبة- ولكن حب الاطلاع بقي  كامن عندي وفي نهاية الدراسة العليا سنة 1986  كان لي حديث مع احد رفاق الدراسة من فرع اخر عن دير تبحرين وامكانية زيارته والمكوث فيه لايام فوجدته مطلع عليه وله علاقات مع رجال الدين المسحيين واظن ويبقى ظن انه من مسيححي منطقة القبائل. لاسباب موضوعية  لم استطيع زيارة دير الاباء في تبحرين بالمدية في ذلك الوقت

جاءت العشرية السوداء بكوارثها على الجميع وبدون الدخول في من قتل من  تعرض الاباء الى مجزرة تنم عن قصر في الدين وعدم معرفة مقاصد الشريعة  ليتعرف الناس عن هذا الدير الذي كان غير معروف

في ديسمبر 2015 وكنت حينئذ مديرا للادرة والموارد البشرية في ميناء سكيكدة استغلت فرصة عطلة لعدة ايام لاتوجه وحيدا في زيارة الى تيكجدة فالشريعة بالبليدة فتبحرين في المدية فالجلفة فبوسعادة والعودة الى برج بوعريريج فسكيكدة

في صباح بارد وفي عاصمة التيطري مدينة المدية التي كانت عاصمة باي التيطري وصلت قادما من مدينة الورود البليدة. واول مارة طلبته عن مكان الدير فقال لي ان متجه الى منزلي بالقرب منه وانا عملت فيه لمدة من الزمن.  والدير مرتبط بضواحي المدينة من جهة وبجبال شامخة من جهة اخرى. عند وصولي فجئت بانني لم ارى اي حاجز للحراس من جيش او احد اسلاك الامن. بعض القرويين في جهة الجبل الشاهق منهمكون في اشغالهم وعلى قلتهم يسعون الى ترويض تلك الطبيعة الصعبة وفي منحدر نادني احد المزارعين من بعيدا  فقلت له اريد الدخول الى الدير. قال لي انتظرني لافتح لك الباب فدخل من  اسفل الدير الذي تحيط به بساتين  كبيرة لاعود الى الباب الرئيسي لافاجيء من اعلى الجبل  بصوت للحرس البلدي الذي حل وبقي محدودا في مناطق معينة. طلب مني الابتعاد بينما ذلك الشخص طلب البقاء حتى ادخل السيارة. فضلت الابتعاد وعند فتح الباب الكبير وجدت جو ديني يخيم على المكان و نظرتي عن الاباء الذين يتعبدون والاخرين يقومون بخدمتهم تبدلت حين رايت ورشة نظيفة  لاعداد الجبن والمصبرات اي المعجون ومساحات مزروعة بالخضر تكسوها اشجار للفواكه وكانني في مزرعة فلاحية وليس في دار للعبادة

بعد زيارة الدير والمقبرة التي تحوي رفاة الاباء الذين سقطوا في الهجوم الشهير على الدير قمت  بزيارة مفصلة الى وحدة الانتاج لمختلف المصبرات بطريقة تقليدية والمكان  يشهد بنظافة منقطعة النظير . اجيب على جميع اسئلتي وقمت بتثوير ما يمكن تصويره والامتناع عن ما لا يصورحفاظا على رغبة سكان الدير. في الاخير قمتبشراء ما قيمته نصف مليون  دينار جزائري من  المربى اي المعجون لمختلف الاصناف التي  لم اكل في حياته مثلها لاتنعم بهذا المنتوج ولمدة نصف عام

Commenter cet article