Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
سرييجنا

قصص من الواقع (45).... مع العقيد قبل ان يصبح الجنرال رشيد بن يلس

1 Septembre 2020, 11:42am

Publié par عبدالسلام بن العربي

قصص من الواقع

مع العقيد قبل ان يصبح الجنرال  رشيد بن يلس

بقلم

عبدالسلام بن العربي


لم يامرني  ابي في حياتي بالاهتمام بالدراسة  ولم يتكلم في حياته عن هذا الموضوع الا مرتين. مرة قال لي انك تخصص وقتا كبيرا للدراسة والحفظ فوجب عليك التقليل من ذلك اما المرة الثانية فكانت بعد نهاية  مشوار التعليم التكميلي للانتقال الى الثانوي. نتائج ممتازة للجميع ومقارنة بالجيران اما انا فرايت نفسي غاضبا لانني تمنيت الذهاب الى الرياضيات بدلا من العلمي لان مادة العلوم ولحد الان لا اشمها وحي الامور التي تقربها اعجز عن متابعتها  كاسماء المرض والادوية

تكلمت للوالد فلم يفهم غضبي وقال لي انت الاحسن في كل شيء  ولا فارق بين  علمي و رياضي .فذهبت مرغما للدراسة الثانوية وكان يستشهد بنتائحي سنة عن سنة بالرغم من وحودي في القسم الادبي .ولكنني كنت اعرف بان المشكل سيكون في الباكلوريا و كان الجميع مسلم بانني ساتحصل عليها  ا لتعم الجميع  الدهشة لعدم ظهوري  في النتائج وارجعوا ذلك الى عين مستني

.

فضلت عدم العودة للدراسة و اتجهت للعمل مسير للعمال في احد الشركات المختلطة الجزائرية الفرنسية في ميدان الانشاء والبناء والعمل في ذلك الوقت موجود بل المناصب الشاغرة تفوق عدد طالبي العمل.  ثم قدمت طلب لمصنع الحجار فقبلت عللى الفور مع ارسالي للاتحاد السوفياتي للدراسة كمهندس دولة ولكن عندما انتهيت من جميع الاجراءات وتكملة للملف  دهش المسؤولون  انني لم اؤدي الخدمة الوطنية فاتجهت مباشرة الى مقر الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة من اجل  طلب الالتحاق  بخدمة العلم لان عدم اداء ذلك تسبب في عدم الذهاب لبلاد الدب

الى مدرسة صف الضباط للاشارة بمليانة وفي بناية استعملها الامير عبد القادر كان التدريب الاساسي والتخصص في التلكس في مدة 8 اشهر. والكتيبة التي كنت فيها عدد افرادها 77 كان 76 منهم تنبؤوا بان العاصمة ستكون  وجهتهم عند نهاية التربص . اما انا فقلت ستكون وجهتي الجنوب الكبير واصبحت اتخيل  الصحراء بناخليها و جمالها  و رمالها وكنوزها. ولكن تهب الرياح بما لا تشتهي السفن وفي ليلة من لياتي الصيف في شهر غشت من سنة 1979 جاء وقت الرحيل فندي  المنادي ليصعق الجميع بان وجهتهم كلهم الى الصحراء در باستثاء واحد وهو المتحدث اتجاهي للعاصمة وللقوات البحرية والى قيادة القوات البحرية في وزارة الدفاع الوطني و في قلب القيادة اي مركز العمليات. باختصار عندما وصل احدهم الى مقر الناحية السادسة بتمنراست بعث لي في جهاز التلكس كلمة من  اعماقة تنم على حسد لنعمة فقدها " بان ربي يعطي اللحم لمعندوش السنين". فهو من برقي بالعاصمة كان يود ان يكون فيها وانا من عمق الجزائر فالافضل ان اتوجه الى عمق الصحراء

كان على  راس قيادة القوات البحرية رجل ذو اخلاق عالية وهو العقيد رشيد بن يلس الذي رقي فيما بعد الى  رتبة جنرال  واصبح امين عام وزارة الدفاع الوطني. عملي في مركز العمليات الموجود في قيادة القوات البحرية بوزارة الدفاع الوطني يتم بنمط الوردية اي العمل 24 ساعة والاستراحة ل72 ساعة. من التاسعة صباحا الى الرابعة مساء عمل هو ارسال وتلقي الرسائل المرسلة عن طريق التلكس المشفرة ولغير مشقرة اما بعد الرابعة فزيادة على عملي اتكفل  بجهاز التلفون  وذلك لان الموظفات المدنيات ينتهي عملهم نهارا. بطبيعة الحالي كباقي اطر الامة لا ينتهي عمل القادة على الساعة الرابعة بل الى ساعات متقدمة من الليل. فاتلقى مكالمات من قائد القوات لربطه باحد القواعد البحرية او العكس . في الثواني القليلة يتبدل معي كلمات كلها ادب واحترام تنم   عن اخلاق و تربية و ثقافة وتحضر. وعندما مغادرته لعمله يمر علينا انا والعاملين في الراديو وضابط المناوبة متمنيا لنا عملا موفقا وليلة سعيدة

قررت ان اجري امتحان البكالوريا من فئة الاحرار تخصص ادبي. وعندما سالني البعض عن كيفية التحضير  قلت لهم  ساقرا جريدة الشعب وجريدة المجاهد مع توكلي على الله قبل كل شيء  و البكالوريا في  الجيب بدرجة. في ذلك الوقت  شجعت مجموعة من صف الضباط العاملين في القاعدة البحرية مقر سكني في التسجيل في المركز الوطني للتعليم عن بعد. كما انا جوالتنا في العاصمة شملت المراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف ودور السينما وحضرنا سهرات فنية لعالقة الفن من العرب وعلى راسهم مارسيل خليفة ومن الاجانب بفرقة كانت لها صدى في نهاية السبعينات . ولهذه الحركة استدعني رئيس مركز العمليات والذي كان بدرجة نقيب وسالني عن تلك الثورة في صفوف صف الضباط ثم قال لي وانا لم ابد في شرح العملية وهل هو مستثنى من عملية التدريس فقلت له انت متخرج من اعرق المدارس السوفياتية ولكنك لا بدا لك من تحسين اللغة الانجليزية. ولاسباب موضوعية لم نستطيع الاتجاه الى المركز الثقافي البريطاني فاتجهنا الى المركز الثقافي لولاية الجزائر ليكمل المشهد

اجريت امتحان البكالوريا في  حسين داي بالجزائر العاصمة وظهرت النتائج ولمع اسمي فتدفق الضباط وضباط الصف والجنود لتهناتي والمفاجئة  كانت نزول العقيد رشيد بن يلس خصيصا الي مركز العمليات ليقوم بتحياتي وتهنئتي وكانت فرحة احتفظ بها ولا بدا من ذكرها في هذه السلسلة من قصص من الواقع

 

Commenter cet article